الميدان الرياضي : حلم السباعية يتحوّل إلى نفق مظلم.. هل يكون مونديال الأندية طوق نجاة ريال مدريد؟
الثلاثاء, 29 نيسان, 2025
التاريخ : 2025-04-20

حلم السباعية يتحوّل إلى نفق مظلم.. هل يكون مونديال الأندية طوق نجاة ريال مدريد؟

بدأ موسم نادي ريال مدريد الإسباني بطموحات كبيرة تمثلت في السعي إلى حصد السباعية، وهو إنجاز لم يحققه أي نادٍ في تاريخ كرة القدم، وبدا كأنه على وشك أن يتحقق مع تتويج تشكيلة النادي الملكي بلقب كأس السوبر الأوروبية في أغسطس/آب الماضي، وجاء بمشاركة النجم الجديد كيليان مبابي، المنتقل أخيراً إلى القلعة البيضاء بعد سنوات من الترقب، وقد نجح المهاجم الفرنسي في ترك بصمته سريعاً بتسجيله الهدف الأول مع "الميرينغي" خلال المواجهة أمام أتالانتا الإيطالي، لتنطلق بذلك الشرارة الأولى لحُلم كبير رسمته الإدارة والمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.

 

وفي هذا الإطار، ألقت صحيفة ماركا الإسبانية، أمس السبت، الضوء على مسار نادي ريال مدريد الذي دخل الموسم الكروي الجديد بصفته حامل لقبي دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني، بعد موسم ناجح لم يخسر فيه سوى لقب كأس الملك عقب تعرّضه لخسارتين فحسب طوال الموسم، وبدا الفريق الأبيض منيعاً عقب انضمام مبابي وإندريك، في حين لم يتجه النادي إلى سوق الانتقالات لتدعيم خط الدفاع، رغم توالي الإصابات الخطرة للمدافعَين الأساسيَين، وهما البرازيلي إيدير ميليتاو والنمساوي ديفيد ألابا.

 

وأضافت الصحيفة في تقريرها أن بداية الموسم، ورغم تلك التحديات، مضت دون عراقيل كبيرة، قبل أن يكشف نظام دوري أبطال أوروبا الجديد عن أولى نقاط الضعف، إذ تعرض ريال مدريد لثلاث خسارات في ثماني مباريات خلال مرحلة الدوري، واضطر إلى الانتظار حتى الجولات الأخيرة لضمان التأهل، غير أن رفاق النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور فشلوا في خطف بطاقة العبور المباشرة إلى الدور ثمن النهائي، واضطروا إلى مواجهة مانشستر سيتي الإنكليزي الذي لم يكن يمرّ بأفضل فتراته، في مباراتَي الملحق.

 

وحتى تلك اللحظة، كانت الأمور تسير على نحوٍ مقبول بالنسبة لكتيبة أنشيلوتي التي كانت قد توجت باللقب الثاني في الموسم الحالي، وهو كأس إنتركونتيننتال الذي أُقيم في قطر خلال شهر ديسمبر/كانون الأول المنصرم، ما أبقى حلم "السباعية" حيّاً، لكن هذا الحلم لم يدم طويلاً، فبعد أسابيع فحسب من الفوز على باتشوكا المكسيكي، تلقى الفريق الأبيض خسارة قاسية أمام برشلونة بنتيجة (5-2) في نهائي كأس السوبر الإسبانية، وهو الفريق نفسه الذي سحق ريال مدريد على ملعب سانتياغو بيرنابيو في مباراة ذهاب "الليغا" برباعية نظيفة، لتكشف الخسارتان بوضوح وجود خلل في المنظومة.

 

ورغم نهاية حلم التتويج بالألقاب السبعة، واصل فريق ريال مدريد مشواره بقوة في مسابقتَي الليغا ودوري الأبطال، حتى جاءت الزيارة إلى ملعب كورنيا إلبرات في برشلونة، وهناك تعرّض الفريق لخسارة مثيرة للجدل أمام إسبانيول، تلاها تعادلان مع أتلتيكو مدريد وأوساسونا، ما أدى إلى فقدانه صدارة الدوري ومنح الفرصة للمنافسين للعودة، ومع ذلك، فقد تخطى ريال مدريد منافسه مانشستر سيتي بجدارة وبلغ الأدوار الإقصائية لمنافسة التشامبيونزليغ، كما تقدمت تشكيلة المدرب الإيطالي في الوقت نفسه بثبات نحو نهائي كأس ملك إسبانيا بعد مواجهات شاقة امتد بعضها إلى الأشواط الإضافية وركلات الترجيح، أبرزها الفوز المثير على ريال سوسييداد في الكأس والجار أتلتيكو مدريد في ثمن نهائي الأبطال.

 

وبدأ الانهيار مع وصول "الملكي" إلى مرحلة الإنهاك الذهني والبدني، إذ انقلب المشهد تماماً بعد الخسارة الثقيلة أمام أرسنال الإنكليزي في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بثلاثية نظيفة، قبل أن تتكرر الخيبة إياباً في قلب البيرنابيو، ليودع الفريق البطولة التي طالما تألق فيها، وتزايدت الضغوط على "الميرينغي" والمدرب أنشيلوتي بعد هذه النكسة الأوروبية، بالتوازي مع التراجع المحلي، إذ سقط أمام ريال بيتيس في الجولة الـ26 من الدوري، ثم تعرض لخسارة غير متوقعة بميدانه أمام فالنسيا في الأسبوع الـ30، لتتسبب تلك النتائج في إطاحة الفريق الأبيض من صدارة الليغا، بل وجد نفسه على بُعد أربع نقاط من برشلونة المتصدر الذي تفوّق عليه في جميع المسابقات حتى الآن، وذلك قبل خوض مواجهة الإياب في الليغا يوم 11 مايو/أيار القادم على ملعب مونتجويك.

 

وفي ظل هذا الواقع الصعب، بات نهائي كأس الملك أمام برشلونة يوم 26 إبريل/نيسان في إشبيلية، ومونديال الأندية في الصيف المقبل، هما أمل ريال مدريد لإنقاذ الموسم من الفشل التام، خاصة البطولة العالمية التي ستقام نسختها الأولى في الولايات المتحدة الأميركية، وقد تظهر بصفتها طوق نجاة لفريق ريال مدريد وتشكل فرصة ذهبية لاستعادة الهيبة وترك بصمة إيجابية في موسم مخيّب، علماً أن هذه المنافسة تحمل طابعاً عالمياً واهتماماً اقتصادياً كبيراً، وستكون أول اختبار حقيقي للجيل الحالي من نجوم الفريق في مواجهة صفوة أندية العالم، وقد يكون التتويج بها كافياً لتبرير الإخفاقات الأخرى، وربما حفظ ماء الوجه بعد موسم بدأ بحلم "السباعية" وانتهى بنفق مظلم من الخيبات.

عدد المشاهدات : [ 900 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .